ريادة الأعمال، مشاريع مبتكرة، شركات ناشئة، الأردن
قد يظن البعض أن تأسيس الشركات وإدارة الأعمال في الأردن من أصعب المهام والطموحات التي قد يسعى إليها الفرد، لكن الحقيقة هي أن الأردن يحتل مرتبة جيدة عالميا ضمن مؤشر التنافسية العالمية لعام 2022، حيث أظهر المؤشر أن الأردن يحتل المرتبة الخامسة عربيًا في ريادة الأعمال بعد كل من الإمارات وقطر والسعودية والبحرين، كما أن نسبة 23% من رواد الأعمال التقنيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم من الأردن.
وعلى الرغم من أن الظروف البيئية والمعيشية في الأردن قد لا تكون مثالية، إلا أن هناك العديد من الأمثلة الناجحة لرواد الأعمال الشباب الذين استطاعوا تحدي الظروف وابتكار أعمال ناجحة مؤثرة على النمو المحلي تكنولوجيًا واجتماعيًا واقتصاديًا؛ على سبيل المثال قام الشاب المبدع سوري الأصل مقيم بالأردن إيهاب القهواتي بابتكار "تطبيق مارثا للتعليم" الذي يقوم بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في الأردن؛ كما توجد منصة "فيت-لي" التي قامت بتصميمها المبدعة الأردنية سيوار الخالد، حيث يمكن للمستخدم الاستفادة من البرنامج بالعثور على أنسب خبراء التغذية ومدربي اللياقة البدنية وحجز جلسات أونلاين معهم.
وانطلاقا مما سبق ذكره، قد تمتلك فكرة مبدعة ومبتكرة تريد تطبيقها وتحويلها لمشروع خاص أو شركة ناشئة، لكنك قد تعاني من بعض التحديات أو تراودك بعض المخاوف من الفشل تارة وتارة أخرى بأنك لا تمتلك فكرة كافية لبناء مشروع ناجح أو أن الظروف المحيطة قد لا تكون مواتية لتحقيق ما تسعى إليه، لذا أردنا تسليط الضوء على أربعة فوائد وإيجابيات لتأسيس شركتك وإطلاق مشروعك الخاص:
1- ستكتسب العديد من المهارات
- التغيير الإيجابي
أشارت إحدى الدراسات التي قام بها مركز الأبحاث والدراسات "MDPI" أن رواد الأعمال ذوو المشاعر الإيجابية يتمتعون بإدراك جيد للعالم الخارجي، وبالتالي هم أكثر قدرة من سواهم على التعرف على الفرص الجيدة، وأكثر استعدادًا لتبني سلوكيات إيجابية تعزز من قدراتهم على إيجاد حلول وأفكار مبتكرة.
أحد أهم مميزات ريادة الأعمال هي أنك تكتسب مهارة المرونة والقدرة على تحمل الصعاب والمشاكل ومواجهتها، حيث أن قدرة صاحب العمل على الحفاظ على استمرارية مشروعه هي مستمدة من مرونته وقدرته على تحمل الصعاب في بادئ الأمر.
"أيا كانت حالتك الحالية أو المكان الذي نشأت فيه، أو التعليم أو التدريب الذي تشعر أنك تفتقر إليه، يمكنك أن تكون ناجحًا في المشروع الذي اخترته. فالثبات والصلابة هي التي تهم أكثر من المكان الذي تعيش فيه"
جاك ما- رجل أعمال صيني
١-الابتكار والإبداع والشغف
إذا أردت تحقيق إنجازات عظيمة عليك تعلم التفكير بشكل إبداعي، فبدلا من القلق بشأن القيود والمشاكل والأزمات، دعها ترشدك، فالمشاكل والظروف الصعبة قد تقودك للتفكير بالعديد من المقترحات والحلول التي يمكن تطبيقها من خلال مشروعك الخاص.
٢- الاستقلالية المادية والحرية
خلال رحلتك الريادية ستتعلم كيفية إدارة مشروعك الخاص بذاتك وستحظى بالمزيد من الاستقلالية والحرية، حيث يمكنك القيام بأعمالك في أي وقت تراه مناسبا لك، كما ستتمكن من التنقل بحرية والعمل من أي مكان يناسبك وذلك سيساهم بشكل كبير في ازدياد إنتاجيتك بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى أن ريادة شركتك الناشئة ستؤدي إلى تحقيق العديد من المكاسب المعنوية، فهناك كما ذكرنا العديد من المهارات التي تكتسبها من خلال إدارة عملك الخاص، ويعزز ذلك الشعور بالاستقلالية والثقة بالنفس وغيرها من المنافع المعنوية.
كما سيساهم إطلاق مشروعك الخاص والنجاح فيه في تحقيق الاستقلال المادي، فقد يكون هناك العديد من الصعاب في بادئ الأمر للوصول لمكاسب مادية لما يتطلبه الأمر من الاستثمارات المادية المتواصلة في فترة إنشاء شركتك الناشئة لكن تحقيق النجاح فيما بعد وتخطي التحديات المادية، حتما سيأتي بثماره من الاستقلال المادي وتحقيق المكاسب التي تسعى إليها.
"إذا أردت أن تكون حراً من الناحية المادية، فعليك أن تصبح شخصًا مختلفًا عما أنت عليه اليوم وتتخلى عن قيود الماضي."
روبرت كيوساكي- رجل أعمال
٣- الاعتزاز بما تفعله
إن تحدي المخاطر والتخطيط وإنتاج حلول ومقترحات أثناء إطلاق شركتك الناشئة، سيجعلك أكثر اعتزازًا بما تصنعه وسيأتي بثماره مع المثابرة وقوة التحمل وسينظر لك المجتمع بنظرة جديدة وقد تلهم الكثير ممن حولك للقيام بالمثل والقدوم بحلول عملية يمكنها إصلاح الكثير في المجتمع خلال مشروعهم الخاص، مما سيؤدي حتما إلى تعزيز الثقة والاعتزاز بالنفس.
٤- توسيع دائرة علاقاتك الاجتماعية
قد تكون المكاسب الاجتماعية التي يمكن تحقيقها خلال رحلة الفرد الريادية، أكثر قيمة للفرد من أي مكاسب أخرى؛ سيتمكن الفرد من توسيع دائرته الاجتماعية ومعرفة المزيد من الأشخاص الذين بإمكانهم أن أن يكونوا مصدر إلهام له لمعرفة وإيجاد الحلول المناسبة لأي من التحديات والصعاب التي قد يواجهها الفرد خلال رحلته الريادية.
"لقد كنت دائمًا انطوائية بعض الشيء. لكن لمجرد أنكِ لا تتناسبين مع القالب التقليدي للمجتمع لا يعني أنه لا يمكنكِ أن تكوني قائدة، تحتاجين فقط إلى العثور على أسلوبكِ الخاص وشخص له نفس الأسلوب يمكنكِ التعلم منه ".
جيس لي- رائدة أعمال
حيث يوجد العديد من الطباع المختلفة لدى رواد الأعمال ومن لديهم أفكار مبتكرة في المجتمع وحتما ستجد من يناسبك ويناسب أسلوب تفكيرك خلال رحلتك الريادية، مما قد يتيح لك التعلم والاستفادة من خبرات الآخرين وتطوير ذاتك.
ففي النهاية كل ما تحتاج إليه هو تذكرة نفسك بكل شيء إيجابي يمكن اكتسابه خلال رحلتك لريادة الأعمال وإطلاق شركتك الناشئة...وأن تتطلع لصنع تغيير جوهري ومبتكر في المجتمع الذي تتواجد به.
المصادر:
1- مؤشر التنافسية العالمية 2022:
2- https://www.modee.gov.jo/Default/Ar
3- https://www.mdpi.com/2071-1050/12/2/584?type=check_update&version=1