لكل مجال صناعته وفنه، ولكل صناعة أو فن مصطلحات خاصة تختصر المعاني المعقدة في كلمات محددة سهلة وبسيطة. وفي عالم ريادة الأعمال، كما هو الحال في كل المجالات هناك العديد من المصطلحات الخاصة في الصناعة.
ومع انتشار ظاهرة تأسيس الشركات الناشئة في العالم العربي، أصبح فهم المصطلحات المالية الأساسية أمراً مهماً في رحلة رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة؛ لأن فهم هذه المصطلحات يساعد في اتخاذ قرارات مالية حكيمة وتحقيق النمو والاستدامة للأعمال.
في هذا المقال، نحاول توضيح مجموعة من المصطلحات الأساسية التي تتعلق بريادة الأعمال وتأسيس الشركات الناشئة باللغة العربية، وهي:
ثلاثة مصطلحات يتردد استخدامها بكثرة، وعلى الرغم من ذلك فإن الكثير لا يزالون يشعرون بالارتباك في التمييز بينها، لنبدأ بـ :
لتبسيط الأمر، إن فتح متجر يعتبر عملًا تجاريًا تقليديًا، في حين أن إنشاء تطبيق للهواتف الذكية لربط المتاجر بالزبائن يعتبر شركة ناشئة.
هناك اختلافان رئيسيان بين العمل التجاري التقليدي والشركات الناشئة: هما المخاطرة وسرعة النمو. العمل التجاري التقليدي ينطوي على مخاطرة أقل وينمو عادة بوتيرة أبطأ، بينما تُعد الشركات الناشئة مشاريع تقنية ذات مخاطرة عالية، وتتميز بقدرتها على تحقيق نمو سريع واقتحام أسواق جديدة من خلال تقديم الحلول الرقمية.
في السنوات الأخيرة، أصبح من المعتاد تسمية مؤسسي الشركات الناشئة التي تعتمد على التكنولوجيا أو الحلول المبتكرة بلقب رائد أعمال (Entrepreneur)، بينما لا يزال لقب رجل الأعمال (Businessman) مرتبطًا بأي شخص يمارس الأعمال التجارية بالطرق التقليدية التي لا تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي.
غالباً أنك سمعت عن شركة ما بأنها حصلت على جولة تمويلية، هذا يعني أن الشركة قد استقطبت استثمارًا نقديًا بقيمة معينة.
تتمثل فكرة الجولة التمويلية في حصول الشركة الناشئة على تمويل من مستثمرين مختلفين مثل: المستثمرين الملائكة، وصناديق الاستثمار الجريئة، أو تحالفات المستثمرين، أو حتى صناديق الاستثمار الجماعية.
تنقسم جولات التمويل إلى عدة مراحل وهي:
وفي هذه المرحلة تكون الشركة في طور صناعة الفكرة ووضع خطط العمل، وليس من الضروري أن يكون لدى الشركة منتج أو خدمة، بل الأهم أن تمتلك الشركة رؤية مستقبلية للسوق والأرباح المتوقعة.
حيث يُمنح هذا التمويل للشركات التي تتمتع بفكرة مبتكرة واعدة والتي أظهرت إمكانية نجاحها في السوق واستطاعت أن تجذب العملاء.
يتراوح إطار التمويل الأولى الرائج على مستوى وادي السيليكون ما بين 10 آلاف دولار إلى مليوني دولار، حسب نوعية الشركة واحتياجاتها وتوقعات المستثمر بنجاح الفكـرة.
يُستخدم مصطلح "بوتستراب" (Bootstrap) مُرادفا للعصامية في عالم ريادة الأعمال، وهو يشير إلى الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الموارد الداخلية لإدارة الشركة الناشئة من الصفر إلى الوصول لـ إستراتيجية الخروج (Exit Strategy). بمعنى أوضح (Bootstrap) يعني عدم الاعتماد على مستثمرين خارجيين أو صناديق استثمار، بل يعتمد كلياً على رأس المال التأسيسي والإيرادات الحالية لتمويل نمو وتوسع الشركة.
تُعد شركة "ميل شيمب" (Mailchimp) الأمريكية الشهيرة بالتسويق عبر البريد الإلكتروني، أحد الأمثلة البارزة حيث نمت بشكل مستقل وعصاميُا بالكامل دون أي تمويل خارجي، حتى خروجها بالاستحواذ عليها في عام 2021 بقيمة 12 مليار دولار.
إذا كنت تبحث عن تمويل لشركتك الناشئة، فإنك تحتاج إلى ممول بعيداً عن البنوك والمؤسسات المالية التي تموِّل المشاريع التقليدية. الممول الذي يدعم مشروعك الناشئ سيكون إما مستثمرًا ملائكيًا (Angel Investor) أو مستثمرًا مغامرًا (Venture Capital).
كلا النوعين من الاستثمار يتمتع بميزات مختلفة، فالمستثمر الفردي قد يفتقد للخبرة في مجال نشاط الشركة، في حين أن الاستثمار الجريء يقدم الدعم والمشورة والخبرة الإدارية لرواد الأعمال لتعزيز نجاح المشروع وتطويره.
يتساءل المستثمرون غالبًا عن معدل الحرق (Burn Rate) الخاص بك، وذلك لمعرفة حجم وسرعة إنفاقك على الرواتب، التسويق، النمو، وأي مصروفات أخرى مقارنةً بحجم رأس المال الذي تمتلكه خلال فترة زمنية معينة.
تكمن أهمية هذا المصطلح في تحديد مستوى الإنفاق وما هو الوقت المتبقي قبل نفاد رأس المال الذي تعمل به الشركة، يساعد معدل الحرق في تحديد استراتيجيات الإدارة المالية واتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على استدامة العمل وتحقيق الأرباح.
هي أداة مهمة في عالم ريادة الأعمال لعرض الفكرة أو الشركة الناشئة على المستثمرين وإقناعهم بجاذبيتها، يتكون العرض من عدة شرائح تركز على النقاط الأساسية للفكرة والتفاصيل الرئيسية، حيث يهدف (Pitch Deck) إلى توضيح عمق الفكرة والرؤية المستقبلية والنمو المتوقع للشركة.
غالباً ما يتم الخلط بين العرض التقديمي (Pitch Deck) وخطة العمل (Business Plan)، حيث إن العرض التقديمي هو مقدمة مختصرة ومركزة للمشروع، يمكن عرضها في مدة زمنية قصيرة، بينما تحتوي خطة العمل على تفاصيل أكثر وتُقدم للمستثمرين في وقت لاحق بعد الموافقة المبدئية على تمويل الفكرة.
باستخدام العرض التقديمي يمكن تبسيط الفكرة وإيصالها بشكل فعال وجاذب للمستثمرين خلال مدة أقصاها 10 دقائق. يجب أن يكون العرض مرتبًا ومنظمًا، ويشمل مكونات أساسية مثل الفرصة التجارية، المشكلة التي يحلها المشروع، الفريق المؤسس، النمو المتوقع، والاستراتيجية التسويقية.
تجنب التعمق في التفاصيل الفنية والمالية الدقيقة في العرض التقديمي، واستخدم رسوماً بيانية وصوراً توضيحية لتعزيز الفكرة وجعلها بسيطة وسهلة الفهم. يهدف العرض التقديمي أيضاً إلى إثارة اهتمام المستثمرين والحصول على الموافقة المبدئية لخوض جولة التمويل الأساسي.
في الختام، يجب أن نتذكر أن عالم ريادة الأعمال ليس مجرد علم نظري يمكن فهمه من خلال الكتب والمحاضرات، بل هو علم يستند إلى التجربة العملية والفشل والتعلم المستمر.
يمكن أن تساعد المفاهيم النظرية والمصطلحات في تلخيص الخبرات والمعاني المعقدة في كلمات قليلة، حيث إن معرفة المصطلحات الريادية ضرورة، ولكنها لا تكفي بذاتها. حيث إن الاستمرار في بناء التجارب الشخصية والتعلم هو ما يعطي الشركات الناشئة الصلابة للتأقلم مع تحديات عالم ريادة الأعمال والنجاح فيما بعد.