أصحاب المصلحة (Stakeholders) في عالم الأعمال، هم الأشخاص الذين لديهم مصلحة حقيقية في تحقيق النجاح لشركتك الناشئة، ممكن أن يكون أصحاب المصلحة من داخل الشركة مثل الموظفين والمستثمرين، أو من خارجها مثل العملاء والشركاء.
إضافًة إلى المؤثرين يمكن أن يكونوا صحفيين، أو مدونين، أو قادة فكر في الصناعة، فهم أصحاب المصلحة الذين يمتلكون القوة للتأثير على نتائج أعمال الشركة.
يُعد فهم أصحاب المصلحة والانخراط معهم أمرًا ضروريًا لنجاح الشركات الناشئة؛ لأنه من خلال بناء علاقات قوية مع المؤثرين، يمكن الحصول على دعمهم ومساعدتهم في تحسين سمعة الشركة وظهورها بين المنافسين في الصناعة، كذلك في الحفاظ على استدامتها وتحقيقها للأرباح.
في هذا المقال سنتكلم عن:
صاحب المصلحة (Stakeholders): هو طرف له مصلحة ما في الشركة ويمكن أن يؤثر أو يتأثر بالعمل التجاري، أصحاب المصلحة الرئيسيون هم المستثمرون والموظفون والعملاء والموردون.
لكن مع زيادة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، توسع المفهوم ليشمل المجتمعات والحكومات والجمعيات التجارية.
تعود جذور مصطلح "أصحاب المصلحة" إلى عالم سباقات الخيول، حيث كانت تقام سباقات الرهان التي يتم فيها جمع الجوائز من رسوم الاشتراك التي يدفعها أصحاب الخيول للمشاركة في السباق.
الرسوم التي تُدفع كانت تسمى (الرهان) وهي مرادف للمخاطرة، والمسؤول عن إدارة رسوم الرهان حتى يتم توزيع الجوائز يُعرف بـ "صاحب المصلحة (Stakeholders)".
على الرغم من أن أصحاب المصلحة في سباقات الخيول لم يكن لديهم أي مصلحة من نتيجة السباق، إلا أن أصحاب المصلحة في الأعمال غالبًا ما يكون لديهم مصالح مالية أو غير مالية تتأثر بنجاح أو فشل الشركة.
يمكن تصنيف أنواع أصحاب المصلحة (Stakeholders) على النحو التالي:
- التنفيذيين والمسوقين والموزعين.
- الأشخاص الذين يعتمدون بشكل مباشر على الشركة لكسب أجرهم.
- العملاء والمساهمين.
- الأشخاص الذين يمتلكون أسهمًا في الشركة أو الحكومة.
- الأشخاص الذين يستفيدون من القيمة التي توفرها الشركة.
- المدراء والعاملون داخل الشركة.
- الأشخاص الذين يساهمون في تشغيل العمليات اليومية وتحقيق أهداف الشركة.
- العملاء والموردين والشركاء التجاريين.
- الأشخاص الذين يتعاملون مع الشركة بشكل مباشر ويؤثرون في نجاحها وسمعتها في السوق.
- الحكومة والإعلام والمجتمع بشكل عام.
- الجهات التي تؤثر تشريعاتها وسياساتها والتوجيهات العامة التي تضعها على الشركة.
كل فئة من هذه الفئات لديها مصلحة مختلفة في الشركة، ومن الطبيعي أن تتعارض مصالح واهتمامات أصحاب المصلحة مع بعضها البعض. مثلًا، يهدف المساهمون إلى زيادة الأرباح من خلال خفض التكاليف وضغط النفقات، ولكن هذا قد يتعارض مع مصلحة الموظفين الذين يتأثرون بتقليل رواتبهم أو تسريحهم في بعض الأحيان.
هذا التعارض ينشأ بسبب تباين المصالح الذاتية للأطراف المختلفة، مما يجعلها تدخل في صراع مباشر. يهدف المؤسسين إلى تحقيق عائدات أعلى على استثماراتهم من خلال زيادة أرباح الشركة، ولكن هذا قد يتطلب تضحيات أخرى مثل زيادة التلوث البيئي أو الاعتماد على موردين بتكلفة أقل، وهنا تتعارض مصالح الموظفين والمجتمع والحكومة والموردين مع تلك المصالح الذاتية.
أصحاب المصلحة (Stakeholders) يمثلون عناصر أساسية في نجاح العمل التجاري، حيث تكمن أهمية أصحاب المصلحة للشركات في:
تتطلب الشركات أن تكون حساسة لمتطلبات أصحاب المصلحة وفهم تغيراتهم، والتفاعل معهم.
هذا يسمح للشركة بمواجهة التحديات والتكيف مع التطورات في السوق والتشريعات والقضايا البيئية والاجتماعية. من خلال التعاون مع أصحاب المصلحة، يمكن للشركة تعزيز نجاحها وتحقيق أداء مستدام ومتميز.
تتنوع الأمثلة على أصحاب المصلحة Stakeholders ومنها نذكر:
يشمل أصحاب المصلحة الداخليين المستثمرين الذين يتأثرون بشكل كبير بأداء الشركة. مثلًا، إذا قررت شركة مغامرة استثمار 5 ملايين دولار في شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا مقابل حصة ملكية في الأسهم، فإن الشركة الناشئة تصبح صاحب مصلحة داخلي للشركة.
وإن عائد الاستثمار للشركة المغامرة يعتمد على نجاح أو فشل الشركة الناشئة، وهذا يعني أن لديهم مصلحة كبيرة ومشتركة في تحقيق النجاح.
على عكس صاحب المصلحة الداخلي، ليس له علاقة مباشرة بالشركة. بدلاً من ذلك، يكون صاحب المصلحة الخارجي عادةً شخص أو منظمة تتأثر بأنشطة الشركة مثلًا، عندما تتجاوز الشركة الحد المسموح لانبعاثات الكربون، يُعتبر البلد الذي تقع فيه الشركة صاحب مصلحة خارجي، حيث يتأثر بزيادة التلوث.
وأيضًا يمكن لصاحب المصلحة الخارجي أن يؤثر في الشركة دون وجود رابط مباشر.
على سبيل المثال، تُعد الحكومة صاحب مصلحة خارجي، عندما تقرر الحكومة تغيير سياسات انبعاثات الكربون، فإن ذلك يؤثر على أعمال أي شركة تتجاوز الحدود المسموح بها لانبعاثات الكربون.
في عام 1984 أكد إدوارد فريمان (Edward Freeman) في كتابه "الإدارة الاستراتيجية: نهج أصحاب المصلحة" على أهمية العلاقات في نجاح الأعمال التجارية، حيث يتم بناء النظام التجاري على تفاعلات مترابطة مع جميع أصحاب المصلحة ولا يمكن اعتبار أي جزء منهم منفصلًا عن الآخر.
تُعد نظرية أصحاب المصلحة لفريمان نموذجًا إداريًا يُركز على الشركات وعلاقاتها، وهي تساهم في رفع الوعي الاجتماعي بأهمية معاملة أصحاب المصلحة بأخلاقيات إنسانية في ساحة الأعمال.
اقترح كل من فريمان وديفيد ريد في مقالهم الصادر عام 1983 بعنوان "أصحاب المصلحة Stakeholders : وجهة نظر جديدة حول حوكمة الشركات" أن الشركة يجب أن تُحقق قيمة لأصحاب الملكية أو المساهمين. وأكدوا أيضًا على ضرورة إعطاء قيمة لأصحاب المصلحة الذين ليس لديهم مصلحة مالية مباشرة في نجاح الشركة، إذ دون مساهمتهم لا يمكن للشركة أن تستمر في العمل. ووفقًا لتحليلهم، يتعين على رواد الأعمال تحديد أصحاب المصلحة واكتشاف تداخل مصالحهم مع مصالح المساهمين.
في الوقت الحاضر، تشمل إدارة أصحاب المصلحة عناصر رئيسية مثل التحليل وتحديد الأولويات والمشاركة الفعالة، حيث يتعين على الشركات تحليل أصحاب المصلحة بعناية، وتحديد أهمية كل فئة منهم والتفاعل معهم بشكل فعال لبناء علاقات مستدامة.
باتباع هذه الخطوات يمكن للشركات الناشئة التعرف وتحليل أصحاب المصلحة Stakeholders في أعمالهم:
في الختام، فهم وتحديد أصحاب المصلحة وتلبية احتياجاتهم ضرورة لنجاح شركتك الناشئة.
ليس من السهل دائمًا تحديد أصحاب المصلحة ومع ذلك، حاول تخصيص الوقت الكافي لفهم مشروعك، بعدها يمكنك تحديد أصحاب المصلحة الرئيسيين الذين يملكون أكبر تأثير على نجاحك.